شارك سعادة السفير الدكتور عادل محمد باحميد، سفير الجمهورية اليمنية لدى ماليزيا وعميد السلك الدبلوماسي العربي في كوالالمبور، صباح اليوم في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثاني حول تحوّل الدولة والتنمية في عالمٍ متغيّر، والذي تنظمه الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا تحت عنوان: (المنهج المدني في تحوّل الدولة والتنمية).
وفي كلمته الرئيسة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية، عبّر السفير باحميد عن شكره العميق للجامعة الإسلامية العالمية وللجنة المنظمة للمؤتمر على هذه الدعوة الكريمة، مشيدًا بانعقاد المؤتمر في هذا التوقيت المهم الذي يشهد فيه العالم تحوّلات سياسية واقتصادية وأخلاقية متسارعة، تفرض على المفكرين وصنّاع القرار إعادة النظر في مفاهيم الدولة والتنمية من منظور قيمي وإنساني متكامل.
وقال سعادته في كلمته إن انعقاد هذا المؤتمر تحت عنوان المنهج المدني في تحوّل الدولة والتنمية هو أمر بالغ الأهمية في هذا الظرف التاريخي، إذ يذكّرنا بأن مثل هذه الملتقيات الفكرية ليست مجرّد نشاطات أكاديمية، بل هي ضرورة أخلاقية واستراتيجية لمستقبل أمتنا والإنسانية جمعاء.
وأضاف أنه حين نتحدث عن عالمٍ متغيّر، تتجه قلوبنا إلى الجراح المفتوحة في جسد الأمة، إلى فلسطين التي لا تزال تنزف تحت الاحتلال، وإلى اليمن والسودان وغيرها من البلدان التي أنهكتها الصراعات والأزمات. فهذه القضايا ليست نقاشاتٍ نظرية، بل معاناةٌ واقعية تمسّ جوهر وجودنا الإنساني.
وأوضح السفير باحميد أن المنهج المدني لا يقدَّم بوصفه نظريةً فكرية فحسب، بل بوصفه مقاربةً أخلاقيةً وإنسانية لبناء الدولة الحديثة، تقوم على مبادئ العدالة والمساءلة والرحمة والمسؤولية المجتمعية، مؤكدًا أن الحكم بلا قيمٍ هو مجرّد إدارة، والتنمية بلا عدالة ليست سوى وهمٍ مؤقت.
وبيّن سعادته أن التحوّل الحقيقي يبدأ من الإنسان، ومن إعادة بناء العلاقة بين الدولة والمجتمع على أساس الثقة والكرامة الإنسانية، مشددًا على أن المعنى الأسمى للتنمية هو بناء الإنسان قبل البنيان، وإحياء منظومة القيم قبل إنشاء المؤسسات.
كما أشاد السفير باحميد بالجامعة الإسلامية العالمية وبكلية المعارف الإسلامية والعلوم الإنسانية، وقسم العلوم السياسية والدراسات المدنية، على جهودهم الفكرية في ترسيخ الحوار العلمي حول قضايا الدولة والتنمية، مثمّنًا كذلك جهود الشركاء الأكاديميين من داخل ماليزيا وخارجها في دعم هذا التوجّه الحضاري الذي يجمع بين المعرفة والأخلاق.
وفي ختام كلمته دعا السفير باحميد إلى العمل معًا من أجل تحويل الرؤية المدنية – القائمة على العدالة والرحمة والإنسانية – من مجرّد مفهومٍ فكري إلى واقعٍ حيٍّ يعيشه الناس وتتحقق به كرامتهم.
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية حضور عددٍ من أصحاب السعادة السفراء، إلى جانب نخبةٍ من الأكاديميين والباحثين من مختلف الجامعات الماليزية والدولية، وممثلين عن مؤسسات علمية مشاركة في تنظيم المؤتمر.

